اختيار الشخص غير المناسب للوظيفة ومردوده السلبي على الشركة
ذات يوم في إحدى الشركات التي كنت اعمل فيها في قسم الموارد البشرية، كان من ضمن مسؤولياتي إدارة التدريب والتطوير، تواصل معي شخص مسؤول عن التسويق لدى شركة تدريب بارزة ومعروفة، الرجل طلب مني تحديد موعد يقوم فيه بزيارة الشركة التي اعمل فيها للإجتماع وعرض خدمات الشركة اللي يعمل فيها هو لغرض التعاقد معهم بخصوص خدمات التدريب.
لاحقا حددت له موعد للزيارة وبعد الاجتماع معه والسماع منه كان التالي:
الرجل كان يستعرض الدورات التدريبية التي تتخصص فيها شركته والتي كانت بعضها بعيدة كل البعد عن مجال عمل الشركة التي كنت اعمل فيها.
فضلت عدم احراجه بهذا الخصوص فبدأت اسأله عن الدورات اللي نحتاج الحصول عليها من جهة تدريب خارجية، فصار يستعرض بعض الدورات (الأساسية) اللي كنت انا بصفتي مسؤول عن التدريب انسق مع مدير كل قسم في الشركة التي أعمل فيها ليقدمها لفريقه داخليا لكونها دورات أساسية وليست متقدمة و من جانب آخر كانوا مدراء الأقسام مؤهلون لتقديمها وأيضا كانت مفيدة لفريق كل منهم.
فقلت له هذه الدورات نقدمها داخليا لموظفينا فقال بصراحة (هذا كل المتوفر لدينا وممكن لاحقا نوفر دورات متقدمة).
ثم قال (أستاذ في الأخير عندي موضوع شخصي اريد أتكلم معك بخصوصه)، قلت له تفضل، فقال (يا ريت لو احصل وظيفة بشركتكم).
فائدة:
اكتفي بهذا القدر من الموقف الذي حصل و أود ان أتكلم عن نقطتين الأولى عن الشركة التي يمثلها هذا الرجل والثانية عن الرجل نفسه.
بخصوص الشركة
ينبغي على الشركة ان تجعل تسويقها موجه بشكل دقيق حتى توفر على نفسها الوقت والجهد والكُلَف المبذولة في التسويق الخاطئ الذي يستهدف جهات من المحتمل ان تكون استفادتها من خدماتها ضئيل، وهذا يتطلب من الشركات ان تدرس الجهات المُستَهْدَفة واحتياجاتها بشكل دقيق، وأيضا ينبغي عليها اختيار اشخاص أصحاب اختصاص بالتسويق بحيث يتبنون عملية التسويق للشركة التي يمثلوها وكأنهم مُّلّاكها.
بخصوص الشخص
فهو أخطأ عندما استغل الزيارة الرسمية لأمر شخصي، وكان خطأه اكبر لما طلب وظيفة للانتقال من شركته التي يمثلها الى الشركة التي يستهدفها.
أياً كان ظرفه او وضعه لكنه لا يُعْذَر، لأنه عندما اختار ان يمثل شركته بهذه الزيارة فهو كان عليه ان يلتزم بكل الحدود التي تضمن لشركته الواجهة المهنية ولنفسه الاحترافية بالعمل.
وأيضا اخطأ عندما اساء اختيار الجهة المُسْتَهْدَفة او اساء عرض الدورات الأهم او ذات الأولوية للشركة المُسْتَهْدَفة وكان خطأه الذي لا يغتفر هو قوله (هذا كل المتوفر لدينا!).
انا لست مختص بالتسويق لكني بصفتي كنت شخص مُسْتَهْدف ان يتم اقناعي رأيت ان هذه الكلمة هدمت كل الذي استعرضه بالبداية و عكست صورة غير مهنية للشخص نفسه وهي خلو جعبته من موارد الإقناع وهو آخر موقف يفكر مختص التسويق ان يضع نفسه فيه.