حل مشكلة عدم تقديم عدد كافي من المرشحين على الوظائف الشاغرة
تواجه معظم الشركات صعوبة في العثور على المرشحين المناسبين لشغل وظائفها الشاغرة، وأحد أكبر أسباب ذلك هو أنها ببساطة لا تحصل على عدد كافٍ من المتقدمين لتلك الوظائف.
تؤثر عوامل مثل فجوة المهارات ومعدل البطالة المنخفض على أي شخص يعمل في مجال التوظيف.
لكن هذه العوامل وإن كانت واقعية فهي ليست بالعذر المقبول لك كمسؤول عن التوظيف بأن تعطل عملية التوظيف او ان تترك الشاغر الوظيفي مفتوحا من دون إيجاد مرشح لشغله.
عندما يكون هدفك هو توظيف أفضل شخص للوظيفة، فأنت في المقابل لا ترغب أن تكون مقيداً بعدد قليل من المتقدمين لتلك الوظيفة.
اليك أبرز 5 عوامل قد تكون هي السبب في عدم حصولك على العدد الذي تحتاجه من المتقدمين ، وبطبيعة الحال بتجنب هذه العوامل سوف تحصل على عدد اكبر من المرشحين:
1- الإعلان عن الوظائف في الأماكن الخطأ
إن أحد أهم أسباب قلة المتقدمين للوظائف هو إختيار المكان غير المناسب أو الخاطئ للإعلان عن الوظيفة الشاغرة أو الإستعانة بمصادر توظيف غير ملائمة لحاجتك الفعلية من عدد المتقدمين او الخبرات المستهدفة.
إن عملية تحديد وإختيار مصادر التوظيف هي جزء لا يتجزأ من عملية التوظيف ككل، فمنصات الإعلان عن الوظائف او منصات التوظيف واستقطاب المواهب هي النوافذ التي يرى من خلالها الباحثون عن الوظائف وظائفك الشاغرة.
فيمكن أن تشكل مصادر التوظيف السيئة او منصات الإعلان الضعيفة عقبة كبيرة أمام عدد المتقدمين المهتمين بالعمل لديك، لذلك تتمثل إحدى طرق تحسين عملية استقطاب المرشحين في إعادة التفكير في منصات الإعلان التي تستخدمها للإعلان عن وظائفك و وضع معايير مهنية تلائم احتياجاتك والبحث عن مصادر التوظيف التي تلبي احتياجاتك وفقا لتلك المعايير.
من جانب آخر أيضاً، فإن حصولك على العدد الكافي والذي تحتاج اليه من المتقدمين مرهون بإختيارك لمنصات الإعلان والتوظيف ذات الجمهور الواسع والشعبية الكبيرة التي تضمن لإعلانك الوصول إلى معظم الباحثين عن عمل.
2- استخدام عنوان وظيفي خاطئ
بمجرد نشرك للوصف الوظيفي لوظيفتك الشاغرة عبر الإنترنت فأنت تتوقع أن الباحثين عن عمل والمهتمين بهذه الوظيفة يمكنهم العثور عليها والوصول الى اعلانك بسهولة.
لكن هذا ليس كل شيء، فالعنصر الأساسي الذي يستخدمه الباحثون عن عمل عند البحث عن الوظائف هو العنوان الوظيفي.
إذا كان العنوان الوظيفي الخاص بك لا يتطابق مع اللغة النموذجية التي قد يستخدمها الباحث عن عمل ، فقد تفقد بعض المتقدمين ذوي الخبرة والمهارات الجيدة.
لكن ما هو العنوان الوظيفي الصحيح؟
هناك طريقتان لمعرفة ذلك، الأولى، قم بتجميع قائمة بالعناوين الوظيفية المحتملة التي تعتقد أن الباحثين عن عمل سيبحثون عنها ، وأدخلها في منصات الإعلان عن الوظائف المختلفة التي ستعتمدها لمعرفة عدد النتائج التي تظهر.
سيعطيك هذا فكرة عن المصطلحات الشائعة في مجال العمل.
الطريقة الثانية، يمكنك استخدام أداة مثل Google Trends لمقارنة مصطلحات البحث (العناوين الوظيفية) الأكثر استخدامًا ، ثم اختيار العنوان الوظيفي الأكثر شيوعًا.
من خلال اختيار العنوان الوظيفي بدقة، فإنك تضمن أنك تحصل على أكبر عدد من المهتمين بوظيفتك وهذا بدوره يدل على جدوى استثمارك في اعتماد مصادر توظيف خارجية رصينة.
3- إدراج عدد كبير جدًا من متطلبات العمل
كل مختص توظيف يود أن يكون لديه مجموعة واسعة من السير الذاتية لمرشحين ماهرين وذوي خبرة وظيفية ممتازة لتتسع له دائرة الخيارات فتكون لديه خيارات افضل في عملية المفاضلة، لكن في ضل ظروف سوق العمل الحالية اصبح هذا الوضع المثالي نادرًا ما يتحقق.
إذ قد يتلقى معظم مختصو التوظيف عددًا لا بأس به من طلبات التوظيف من مرشحين محتملين، ولكن قد يكون الكثير منهم لا يمتلك الخبرة المطلوبة للوظيفة الشاغرة او قد يكونوا أصحاب خبرة في مجالات غير ذات صلة بمجال الوظيفة الشاغرة، والسيناريو الأسوأ هو أنه قد يكون عدد المتقدمين أصلا قليل.
بصفتك مسؤولاً عن التوظيف فلا بد من أنك مررت بمثل هذه المواقف من قلة المتقدمين للوظيفة الشاغرة لديك وفي المقابل انت تحت ضغط المطالبة بملء الشاغر الوظيفي وفق جدول زمني معين.
هل تعلم أنه من الأسباب الرئيسية لقلة المتقدمين لوظيفتك الشاغرة هو كثرة شروط ومتطلبات الوظيفة!
لذلك فنحن نوصي في مثل هذه الحالة إعادة النظر في شروط ومتطلبات الوظيفة وما اذا كانت تتطلب متطلبات كثيرة او غير ضرورية او مبالغ بها (كإن تطلب 5 سنوات خبرة لوظيفة HR Assistant) مثلا!
يمكن أن يساعدك الاستغناء عن بعض هذه المتطلبات غير الضرورية في استقبال عدد أكبر من طلبات التوظيف من المتقدمين المؤهلين للعمل في وظيفتك و الذين كانوا سيترددون في التقديم في ضل وجود تلك الشروط والمتطلبات غير المهمة او غير الضرورية.
4- إستخدام وصف وظيفي غير جذاب او غير مناسب (معقد او مبهم)
إن الأهم من إيصال اعلان الوظيفة الى الباحثين عن عمل هو إقناعهم بالتقدم بطلب توظيف لتلك الوظيفة الشاغرة.
إذا كنت تستخدم وصف وظيفي كلاسيكي عبارة عن سرد لواجبات ومتطلبات الوظيفة فلا تتوقع أن يسارع المئات من الباحثين عن العمل من ذوي الخبرة والمهارات بإرسال سيرهم الذاتية لك.
نعم، قد تضن للوهلة الأولى ان الوصف الوظيفي هو ليس الا العنوان الوظيفي و واجبات ومتطلبات الوظيفة، لكننا نؤكد لك أنه هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها جعل وظيفتك جذابة.
عند إعداد الوصف الوظيفي وإدراج مسؤوليات الوظيفة، اغتنم الفرصة للإشارة الى ما سيتعلمه الموظف أثناء عمله في هذه الوظيفة.
أيضاً واحدة من افضل الطرق لجذب الباحثين عن عمل، هي من خلال تزويدهم بفرص التطوير الوظيفي، لذلك فالإشارة الى هذه الفرص في الوصف الوظيفي الخاص بوظيفتك الشاغرة يساعدك على جعل الوظيفة جذابة.
أيضًا يمكنك الإشارة الى الهدف الأكبر للوظيفة ، سواء كان يتعلق بالمساعدة في حل مشاكل الأشخاص او العمل او لعب دور أساسي في مساعدة الشركة على تحقيق أهدافها، إذ يحب معظم الباحثون عن عمل الشعور بأن وظيفتهم سيكون لها هدف و دور مهم وفعال وستساهم في تطوير العمل، حتى لو لم تكن الوظيفة بحد ذاتها مثيرة.
5- جعل عملية التقديم على الوظيفة معقدة للغاية
احرص على ان لا تجعل عملية التقديم على الوظيفة معقدة ومطولة وتتضمن الكثير من الخطوات فهذا من شأنه ان يُفْقِدُكَ الكثير من المرشحين.
على سبيل المثال ، إذا كنت تحتاج السيرة الذاتية فقط في المرحلة الأولى من الاستقطاب، فلا تطلب من المتقدمين ملء استمارات مطولة ومعقدة عبر الإنترنت وقد تتضمن معلومات نفسها موجودة في السيرة الذاتية.
هذه العملية كلما كانت مرهقة ومعقدة كلما أدت إلى انسحاب المرشحين ، خاصة إذا شعر المرشحون أن وقتهم يضيع في خطوات لا ضرورة لها.
إذا لم تتمكن من الحصول على عدد كافٍ من المتقدمين ، فننصحك بترشيق عملية التقديم على الوظيفة من خلال تحديد أي خطوات او مراحل او شروط غير ضرورية او غير مهمة في مرحلة ما قبل تقديم طلبات التوظيف، والسعي لتقليلها او الغائها.