موقف واقعي يلخص مفهوم الإدارة التفصيلية "Micromanagement" وتأثيرها على العمل
ذات مرة كنت أعمل في شركة معينة في قسم الموارد البشرية، و كانت هيكلية الشركة كالتالي (المالك وهو اعلى الهرم الإداري ومن بعده مدير إدارة، ومدير الإدارة هذا يدير مدراء الأقسام، ومدراء الأقسام يديرون اقسامهم وأحد هذه الأقسام مسؤول عن عمال الخدمات.
ذات مرة حصل تقصير من قبل احد عمال الخدمات (تقصير بأداء مهمة معينة وليس خطأ) وكان ممكن متابعة الموضوع وحله من قبل المشرف على العامل من دون حاجة لتدخل مدير القسم حتى!.
لكن المالك انفعل وتجاهل وجود تسلسل اداري وادارات معنية بهذا الشأن من دون حاجة لتدخله، لكنه تدخل بالموضوع بشكل مباشر وانفعالي واتخذ اجراء قاسي بحق العامل، إجراءه كان بحجم أي إجراء ممكن ان يُتَّخَذ بحق مدير قسم سبب خسارة مالية كبيرة للشركة، مع ان العامل لم يخطئ حتى!.
هذا مجرد نموذج عن مدى تدخل هذا المدير بكل التفاصيل حتى ادقها واصغرها.
اليوم من اكبر المشاكل اللي تنخر بالشركات هي مشكلة الـ Micromanagement ، بحيث يتدخل المدير في كل جزئية من جزئيات العمل، لدرجة انه يجعل من مدراء الأقسام او أصحاب القرار بشركته مجرد أسماء مُفرَغَة من أي صلاحيات او قدرة على اتخاذ قرار.
ينتج عن الإدارة اللي تتميز ب Micromanagement حالتين وكلاهما خطر على المنظومة الإدارية بالشركة وهما:
- (الحد من الصلاحيات) بمعنى ان المدير يقلل من الصلاحيات اللي يمنحها لمرؤوسيه او موظفيه.
- او (شلل الصلاحيات) بمعنى ان الموظف لديه الصلاحيات لكنه يبقى غير قادر على اتخاذ قرار بأي اجراء بسبب تدخل المدير المستمر بعمله وعمل مرؤوسيه، واكيد يبقى قرار المدير هو النافذ!