لماذا يكره الموظفون قسم الموارد البشرية وجميع العاملين فيه؟
كما لا شك في أن معظم الشركات على مستوى العالم تعاني من قلة الموهوبين وأصحاب الخبرات المتاحين للتوظيف، لذلك اصبح لزاماً على الشركات التي ترغب في التطور والمنافسة أن تجعل من توظيف مجموعة المواهب الخاصة بها والاحتفاظ بها وتطويرها أولوية قصوى.
استنادًا إلى حقيقة أن فريق الموارد البشرية يتحمل مسؤولية إستقطاب وتوظيف المواهب والاحتفاظ بها وتطويرها (بالإضافة الى وظائف الموارد البشرية الأخرى بالطبع) ، يجب اعتبار إدارات الموارد البشرية شريكًا تجاريًا حيويًا واستراتيجيًا.
لكن في الواقع، يصرح العديد من الموظفون من أعلى المدراء في الشركات وحتى ابسط الموظفون وبشكل مباشر وغير مباشر عن كرههم لفرق الموارد البشرية في شركاتهم.
بل يتبنى بعضهم رؤية أن وجود قسم للموارد البشرية في الشركة هو إهدار للمال، إذ يجب الاستعانة بمصادر خارجية للقيام بمهام فريق الموارد البشرية، وأن الاستغناء عن قسم الموارد البرية من شأنه أن ينهي ظاهرة الاستبيانات غير الضرورية وعمليات تقييم الأداء البيروقراطية، حتى أن العديد من الآراء تذهب الى أن قسم الموارد البشرية هو "شر لا بد منه".
أنا هنا لست لألقي اللوم على أقسام الموارد البشرية، فقد عملت مع العديد من قادة الموارد البشرية الذين يقومون بوظائفهم بصورة رائعة ، وفي المقابل رأيت العديد من أقسام الموارد البشرية التي تفشل في أداء عملياتها.
أيضاً أرى الكثير من المتخصصين في الموارد البشرية يشعرون بخيبة أمل من وظائفهم، حيث يبدأ معظمهم في عملهم في مجال الموارد البشرية ولديهم الشغف والطموح لإحداث التغيير في الشركات التي يعملون لديها ولإثراء مناصبهم وخلق بيئة وسياسة عمل احترافية ، ولكن يصطدمون بعد ذلك بالبيروقراطية الإدارية المحبطة والتي تفقدهم حماسهم وتقيد من طموحاتهم بالتغيير والتطوير وبالتالي تبقى سياسات الموارد البشرية المتهالكة نفسها ويتم تطبيقها من قبل فريق الموارد البشرية الذي قد يكون معظم أعضاء هذا الفريق غير متوافقين مع هذه السياسات حتى.
لكن من جهة أخرى يشعر الكثير من الموظفين بالحَنَق تجاه موظفي الموارد البشرية بسبب أنظمة الموارد البشرية.
في الواقع، ليس دائماً الاستعانة بمصادر خارجية للموارد البشرية هو الحل، فالعديد من وظائف الموارد البشرية بالغة الأهمية وكذلك معظم بيانات الموارد البشرية هي بالغة السرية، بالتالي لا يمكن التصريح بها او إيكالها الى جهات خارجية مهما كانت درجة موثوقيتها.
ما تحتاجه الشركات فعلاً هو قسم موارد بشرية داعم وقائم على أسس مهنية إحترافية وحديثة يقدرها كل موظف في الشركة (سواء موظفو قسم الموارد البشرية نفسه او موظفو الأقسام الأخرى).
إليكم أبرز الأسباب التي تجعل الكثير من الموظفين يكرهون الموارد البشرية:
- يرى الكثير من الموظفون أن موظفي الموارد البشرية ينحازون الى جانب الشركة في أي إجراء ، وليس الى جانب الموظف أبدًا.
- يرى الكثير من الموظفون أن موظفي الموارد البشرية يرغبون في إيقاع الموظفين في وَرْطة بسبب مخالفات صغيرة.
- لا ينظر الكثير من الموظفون إلى موظفي الموارد البشرية على أنهم أهل للثقة ، على الرغم من أنهم دائما يقولون "أخبرني بما يدور في ذهنك!"
- يرى الكثير من الموظفون أن مسؤولي الموارد البشرية لا يحولوا دون حصول المشرفون السيئون وغير الأكفاء على الترقيات بينما يضعوا الشروط والمعوقات امام ترقيات بقية الموظفين .
- يرى الكثير من الموظفون أن معظم موظفي الموارد البشرية لا يعرفون شيئًا عن العمل الذي يعملون فيه ولا عن اساسيات إدارة الموارد البشرية حتى.
- يرى الكثير من الموظفون أنه غالبًا ما يتحدث موظفو الموارد البشرية عن تطبيق السياسات وقوانين اللوائح الانضباطية بدلاً من خلق الحلول والمساهمة في إزالة الحواجز والمعوقات التي يواجهها الموظفون في الشركة.
- ينظر الكثير من الموظفون إلى موظفي الموارد البشرية على أنهم سياسيون وأكثر اهتمامًا بمناصبهم في الشركة من اهتمامهم برفاهية الموظفين وتحسين بيئة العمل لهم.
- يرى الكثير من الموظفون أن موظفو الموارد البشرية يولون إهتماما للسياسات والإجراءات والقوانين والقضايا التنظيمية الأخرى أكثر مما يهتمون بتعزيز الرضا الوظيفي أو تحسين بيئة العمل أو حل النزاعات والمشاكل الداخلية أو تعزيز اندماج ومساهمة الموظفين بالعمل أو أي من عشرات القضايا البشرية الأخرى التي تنشأ في أي شركة ولها تماس مباشر برفاهية الموظف و أمانه الوظيفي.
- يرى الكثير من الموظفون أن موظفي الموارد البشرية غالبًا ما يفتقرون للخبرة أو الإرادة في التعامل مع "الجانب الإنساني" لأي مشكلة ، كالتعامل مع طلبات الإجازة أو التفاوض على مقدار الراتب وطلبات الزيادة مثلا.